کد مطلب:239546 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:143

مع تبریرات المأمون تلک
و من الواضح أن تلك العلل و التبریرات، و سواها، مما كان یتعلل



[ صفحه 290]



به المأمون، كانت مفتعلة قبل أوان نضجها، و لعله لما أشرنا الیه من أنه لم یكن قد حسب حسابا لهذه الاسئلة التی واجهته، كانت أجوبته متناقضة، متضادة، من موقف لآخر، و من وقت لآخر .. حتی ان التناقض یبدو فی التبریر الواحد، اذ تراه مرة یقول : « انه نذر أن یجعل الخلافة فی ولد علی » . و أخری یقول : « انه نذر أن یجعل ولایة العهد فیهم » . و ثالثة : یضیف الیهم آل العباس .. و هكذا ..

ولولا خوف الناس منه، و من بطشه لوجدنا الكثیرین یسألونه : انه اذا صح : أنه نذر الخلافة لولد علی، فلماذا قبل منه و اكتفی بولایة العهد ؟!، اذ قد كان علیه أن یجبره علی قبول الخلافة، كما أجبره علی قبول ولایة العهد .. و اذا صح أنه نذر له ولایة العهد ؛ فلماذا عرض علیه الخلافة، و أصر علیه بقبولها .

و اننا و ان لم نجد لهذه الأسئلة، و سواها أثرا فیما بأیدینا من كتب التاریخ، الا أننا رأینا الشواهد الكثیرة الدالة علی أن الناس كانوا یشكون كثیرا فی نوایا المأمون و أهدافه مما أقدم علیه . و حسبنا هنا : ما رواه لنا الصولی، و القفطی، و غیرهما من قضیة عبدالله بن أبی سهل النوبختی المنجم ؛ حیث أراد اختبار ما فی نفس المأمون ؛ فأخبره أن وقت البیعة للامام (ع) كان غیر صالح ؛ فأصر المأمون علی ایقاع البیعة فی ذلك الوقت، و تهدده بالقتل ان حدث تغییر فی الوقت و الموعد، و قد تقدمت القصة بكاملها تقریبا فی فصل سابق، و قد ذكرها غیر واحد من المؤلفین [1] .



[ صفحه 291]




[1] تاريخ الحكماء ص 223 ،222، و فرج المهموم في تاريخ علماء النجوم ص 142، و أعيان الشيعة ج 4 قسم 2 ص 114، و البحار ج 49 ص 133 ،132، و عيون أخبار الرضا ج 2 ص 148 ، 147، و غير ذلك.